languageFrançais

أوّل رئيس سوري في أمريكا منذ 1946.. صفحة جديدة بين البلديْن؟

وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المُتّحدة في زيارة رسمية وُصفت بأنّها "تاريخية"، إذ تُعدّ الأولى لرئيس سوري منذ عام 1946. 

وتأتي هذه الزيارة بعد يوم واحد فقط من قرار واشنطن إزالة اسم الشرع من قوائم الإرهاب، في خطوة اعتبرها مُراقبون مؤشّرا على بداية مرحلة جديدة في العلاقات السورية الأمريكية. ومن المقرّر أن يلتقي الشرع خلال زيارته الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

* اقرأ أيضا: واشنطن تشطب الرئيس السوري من قائمة الإرهاب

وسبق للشرع الذي قاد ومعه فصائل أخرى عملية عسكرية أطاحت بشّار الأسد في الثامن من ديسمبر، أن أجرى أوّل زيارة له إلى الولايات المتحدة في سبتمبر، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث ألقى كلمة. لكن زيارته إلى واشنطن هي الأولى لرئيس سوري منذ الاستقلال عام 1946.

وكان أحمد الشرع التقى ترامب في السعودية خلال الجولة الإقليمية التي قام بها الرئيس الأمريكي في ماي.

"العقوبات في مراحلها الأخيرة.."

قبيل الزيارة، شطبت الولايات المتحدة، رسميا، أحمد الشرع من قائمة الإرهاب، غداة رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه أيضا.

ويشمل برنامج هذه الزيارة التي تستمر حتّى 11 نوفمبر الجاري، إلى جانب لقاء ترامب، محادثات مع عدد من المسؤولين الأمريكيين وأعضاء في الكونغرس.

وأفادت وسائل إعلام رسمية بأنّ الشرع وصل ليل السبت، إلى العاصمة الأمريكية، حيث التقى وفدا من المُنظّمات السورية في واشنطن، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني.

والتقى الرئيس السوري، في واشنطن، اليوم الأحد، بممثلي المنظمات السورية، إذ أشار إلى أنّ العقوبات المفروضة على بلاده "في مراحلها الأخيرة"، مضيفاً، حسبما نقلت قناة "الإخبارية" السورية الرسمية، أنّه "علينا متابعة العمل لرفعها".

وتحدّث الشرع، خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية أسعد الشيباني، عن "روح التعاون بين السوريين في المهجر" وعن "خطة بناء سوريا بسواعد أبنائها"، وفق تعبيره، معتبرا أنّ "سوريا بحاجة لجهود أبنائها في الداخل والخارج لإعادة إعمارها"، وأنّ "الفرصة التي أتت للسوريين هي فرصة نادرة وعلينا استثمارها"، على حد وصفه.

ملفات التحالف ضدّ الإرهاب وإعادة الإعمار على جدول الزيارة

تُشير التوقّعات إلى أنّ دمشق ستُوقّع خلال هذه الزيارة اتّفاقا للانضمام إلى التحالف الدولي ضدّ تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي تقوده واشنطن، كما أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم براك.

وتعتزم الولايات المُتّحدة في الوقت نفسه إنشاء قاعدة عسكرية قرب دمشق، حسبما أفاد به مصدر دبلوماسي في سوريا لـ "فرانس برس".

وتسعى سوريا التي خرجت من نزاع مُدمّر دام 14 عاما، إلى تأمين تمويلات لإعادة الإعمار التي قَدّر البنك الدولي كلفتها بأكثر من 216 مليار دولار.

والجمعة، قال مُتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إنّ إدارة ترامب تدعم إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب "قانون قيصر"، من خلال مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني الذي يناقشه المشرعون الأمريكيون.

وأضاف المتحدث: "الولايات المتحدة على تواصل منتظم مع شركائها في المنطقة، وترحب بأيّ استثمار أو مشاركة في سوريا بما يدعم إتاحة الفرصة لجميع السوريين في بناء دولة يسودها السلام والازدهار".

وفي عام 2019، فُرضت بموجب "قانون قيصر" عقوبات واسعة النطاق على سوريا استهدفت أفرادا، وشركات، ومؤسسات كانت مرتبطة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد.

ويعد "قانون قيصر" أحد أكثر القوانين المفروضة على دمشق صرامة، إذ يمنع أي دولة أو كيان من التعامل مع الحكومة السورية أو دعمها مالياً أو اقتصادياً.

المفاوضات بين السلطات السورية والاحتلال الإسرائيلي

ومن المنتظر أيضا أن يُناقش الرئيسان خلال لقائهما، يوم الاثنين، المفاوضات المباشرة بين السلطات السورية والاحتلال الإسرائيلي. بعد أن كان ترامب حضّ في ماي الرئيس السوري على الانضمام إلى الاتّفاقات الابراهيمية التي أدّت في عام 2020 إلى تطبيع دول عربية علاقاتها مع الكيان المحتل.

وفي سبتمبر، أوضح الشرع أنّ المُفاوضات مع المحتل الإسرائيلي تهدف إلى التوصّل لاتّفاق أمني تنسحب بموجبه قواته من مناطق في جنوب سوريا، تقدّمت إليها بعد سقوط الأسد، وأن تُوقّف غاراتها على أراضي بلاده. ومنذ ديسمبر تعرّضت سوريا للعديد من الغارات الصهيونية والتوغّلات في جنوب البلاد، دون أن تردّ عليها.

* إعــداد: أمـــل منّاعــي

المصادر: سكاي نيوز / الشرق